البئر

 القصيدة المشاركة في الملتقى الأدبي والفني للشباب (27) بولاية صور 2024م

___________________________

البئر

مِنْ هَيكلِ الأوجاعِ أخرجُ حيًّا

مُتَمَدِدًا مِنْ جانبيهِ خَفيّا

 

صوتٌ قديمٌ ظلّ يصرخُ في دمي

فتحامَلتْ كُلّ الجهاتِ عَلَيّا

 

كانَ المكانُ كما الزمانِ عصيّا

وهُما هُما مَنْ داسَ فوقَ يديّا

 

ماذا أقولُ وفي الخطابِ رسالتي

والصمتُ من أعطى الخطابَ دويّا

 

الحزنُ أيامٌ مُؤجلةٌ لِمَنْ

ظنّ السعادةَ موقفًا أبديّا

 

هلْ في بيوتِ  الطينِ مِنْ أملٍ لِأنْ

تُخْفي العواصف فخّها الضمنيّا؟

 

ماذا عليّ مِنَ اللغاتِ فهنّ هنّ

خَذلنني، وكَسَرْنَ مِجدافيّا

 

قلبي وعقلي موصَدانِ بفكرةٍ

فقتلتُها؛ لأُعيدَ مفتاحيّا

 

ما كنتُ أعرفُ كم سَمَوتُ بقوّتي

لمّا تكاثَرَتِ النوائبُ فيّا

 

قد كانَ في قلبي الإلهُ .. وكنتُ في

قلبِ الإلهِ مكرّمًا وعليّا

 

وَلَكُلّ جرحٍ في الأساسِ حديقةٌ

لولا البكاء لظلّ فيّ عصيّا

 

فادخلْ لجرحكَ واغتسل مِنْ مائهِ

حتى تُداوي قلبكَ الدمويّا

 

وأنا انعكاسُ حقيقتي ووجوهِها

فادخلْ إلى قلبي تراهُ طريّا

 

ما زلتُ أرغبُ أنْ أعودَ لشرفتي

أطوي الزمانَ كما تجرّأ طيّا


مَنْ يهجُرِ الوطنَ الحبيبَ لمرّةٍ

سيعودُ مرّاتٍ .. يعودُ مليّا

 

من صُلبي الأرضُ استعادتْ أهلها

ماذا سيثني أصليَ الذهبيّا؟

 

الماءُ متّصِلٌ – فألقِ بنظرةٍ –

في بئرِ قلبكَ صافيّا وجليّا

حميدة

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

وردة في البئر

نزهة إلى العام الجديد