ثلاثيّة الحلم

أرنو إلى البحرِ، للشطآنِ، للمدنِ

أرنو إلى الكلِّ، هذا الكلُّ ينكرني

 

وأسألُ اللهَ عنّي، عن مسائلنا

فاللهُ أقربُ من عينٍ ومن أذنِ

 

تذوي بنا رئةُ الأحلامِ ما انكفأتْ

فجُمِّدَ العمرُ في الأحشاءِ والبدنِ

 

لو أن صلصالها في النار لاحترقتْ

من نكبة الحربِ بين الروحِ والزمنِ

 

كذا مددتُ يدي في جوفها حُلُمي

عادتْ إليّ كطفلٍ ضاعَ في الوطنِ

......................................................

ثُمّ التفتُ إلى ما كنتُ أحسبُهُ

من بدءِ تكوينهِ قدْ مسَّهُ شغفي

 

كأنّ حجًا يُقامُ الآنَ في وَسَطي

أنا اغتسلتُ وقلبي .. كيفَ لَمْ أَطُفِ!

 

وكنتُ أحسبُ ما في العمرِ مِنْ سَعَةٍ

أيحسبُ العمرَ قلبٌ عاشَ في الصُدَفِ؟

 

لكنّ روحي تبقّتْ لي .. ولا خبرٌ

عن الوصولِ إلى ما خِلتُ من هَدَفي

 

واللهِ لو جعلوا الأقدارَ في يدنا

لاخترتُ لي قدري المكتوبَ في الصُحُفِ

......................................................

قد كنتُ أعلو .. وترديني الصَبَا قِمَمًا

وكنتُ أقذفُ وجهَ الريحِ بالهممِ

 

ما كنتُ أُدركُ أن الضوءَ منبثقٌ

حتى تشكّلتُ في جزّارةِ العُتَمِ

 

ولو مُنِعتُ من التجريبِ عن ندمٍ

ما همني الخوف، لا أخشى على ندمي

 

إذا مددتُ يدي للأرضِ أمنحها

بعض الشعورِ تجلّى الوردُ في زَخَمِ

 

أحلامُ عمري لها تعويذةٌ وحمىً

فأيُّ سحرٍ سينجو الآن مِنْ حُلُمي؟

 

حميدة

مارس 2018م

 


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

وردة في البئر

نزهة إلى العام الجديد

البئر